عاممقالات

حتى لا ننسى .. جيش أكتوبر ولد من رحم شعب المعجزات

كنت كتبت منذ عام مقالا عن أهم القرارات الجريئة التي صدرت من زعماء مصر …
والتى كانت تعتبر نقطة تحول ليس فقط في تاريخ مصر وجغرافيتها …
بل في تغيير حالة الشعب المصرى ومزاجه وهمته …
من حالة الجفاف والظمأ لحالة النضارة والإرتواء …
ذكرت وقتها أن الأهم من إصدار القرار هو إستدامة نتائجه …
فكان قرار الشهيد البطل محمد أنور السادات الجرئ بالعبور وإستعادة الكرامة
نقطة تحول خطيرة في مصر أذهلت أولاد صهيون بل والعالم كله …
ليس فقط لأننا كنا نريد عودة الأرض لأصحابها لكن الأهم عودة الثقة في نفوس المصريين ..
ثقة المصريين في قدرتهم وإرادتهم على تحدى أى صعاب مهما بدت إستحالة عبورها
وهم من اعتادوا عندما يعبرون أزمة أو محنة تتولد لديهم طاقة إسمها ” الطموح ” من أجل عبور الأكثر صعوبة …
من هنا جاءت اللطمة القوية على وجوه المتغطرسين الذين انكشفت هشاشتهم من أول ضربة ..
يومها دق جرس الإنذار لدى كل أعداء المحروسة ” إحذر الخطر ” …
وكان لابد من وقفة …
كان لابد من خطة تعيد المصريين لقمقم الضعف والجهل والسلبية وفقدان الثقة وانعدام الطموح …
نتيجة القرار كانت “روح أكتوبر”والتي لو استمرت و استقرت في نفوسهم لانطلقوا متخطين كل الحواجز ….

والجميع يعلم ماذا فعلوا فينا على مدار ثلاثين سنة بالتمام والكمال من أجل أن يقتلوا العملاق حينما ألقوا بنا في جب الفساد
وأوعزوا لكهنة المعبد كي يسحروا أعيننا وقلوبنا وعقولنا ونفوسنا حتى تلاشت ” روح أكتوبر ” في أجيالنا … !!؟؟

وياليت الأمور توقفت عند هذا الحد …
فقد اختزلوا إحتفالاتنا بذكرى النصر فيما أسموه اختصارا بـ (( الضربة الجوية ))
وكأن ما حدث في أكتوبر من معجزات وإنجازات وتحديات ومعارك وتضحيات كأن لم تكن …
بما يعني تلاشي (( روح أكتوبر ..))

وبالفعل – مع شديد الأسف- بدأت معالم أكتوبر كلها تتلاشى الهوينا جيلاً بعد جيل ….
الطامة الكبرى أننا فجأة بدأنا نستمع للدجالين يتحدثون عن ” أكذوبة نصر أكتوبر ” ..!!
لم يكتفوا بأنهم سرقوا منا روح أكتوبر ولا معالم المعركة الخالدة لكنهم سرقوا منا أيضا الحقيقة سرقوا … ” النصر ” ….
وكانت تلك خطيئتنا الكبرى.. فقد نمنا في العسل .. وغرقنا في غيابات الراحة و«الأنتخة» والسلبية والفهلوة .. لا يفرق معنا نصر ولا هزيمة ….
أصبحنا شعبا كهلا شاخ وضعف ..
حتى الحلم نسيناه .. وهذا أمر طبيعي .. لماذا نحلم وكيف ولمن وقد مات فينا الأمل ؟!!
أضف إلى هذا شبابنا الذي غرق في شهواته ودخان مخدراته لاهثا وراء حضارة مزيفة بعد أن احتقر حضارته ….
ولن أتحدث عن السرقة والنصب والتجارة في الحرام … حيث ضاعت تماما القيم والمبادئ إلا من رحم ربي ….

ثم شاء الله أن تبعث روح أكتوبر من جديد ” الثقة والإرادة والتحدى والطموح ”
عبور بعد عبور ونجاح وراء نجاح لتعود الثقة والإرادة مهما كان التحدى ويظل الطموح مستمرا …

الخلاصة …

نحن شعب عريق عظيم .. شعب يعمل له العالم كله ألف حساب منذ قديم الأزل وحتى اليوم
وجنده البواسل هم الجنود ” الذهب ” الذين صنعوا معجزة أكتوبر …
هو من نفس الشعب ” الكنز ” الذى أهالوا عليه تراب اليأس والكسل والسلبية والتراخى
ونسى نفسه وضيع قيمه وقَبِل الدونية والمهانة ونظر ليجد نفسه في آخر قائمة الأمم بل وتجرأ بعضهم يريدونه خادما لهم …
بعد أن كنا أصحاب المجد والحضارة والعلم !!
لا توجد دولة على وجه الأرض صعدت إلا بكم .. بعلمكم وعقولكم وفوق أكتافكم … كبروا وتركوكم حيث انتم بل وبدأوا يعايرونكم بفقركم وعوزكم ..

كفانا نوما وسباتا … اعرفوا حقيقة وقيمة بلدكم وارفعوا رؤوسكم واحلموا وحققوا أحلامكم ….
هم يعرفون ذلك ربما أكثر منا .. يعرفون أن شعب مصر يستطيع وإذا أراد فعل وأنجز وفعل المستحيل ….
روح أكتوبر التي حاولوا أن يسرقوها منكم هى جينات متأصله بداخلكم توارثتموها جيلا بعد جيل … واسألوا الأجداد … من صنعوا المجد وبنوا الأهرامات …
وسوف تظهر روح أكتوبر مرة أخرى كي نعوض كل مافاتنا ونسبق كل من سبقونا لتظل راياتنا خفاقة وعالية …
ما عندنا لا يوجد عند غيرنا .. فقد اختصنا ربنا سبحانه بسمات وخصائص تجعلنا قادرين على أن نسود العالم من جديد …
جيش أكتوبر وشعب المعجزات هم من أعادوا بناء مصر من جديد وسوف يعبرون بها تحديات كل أعدائها ….

فالشعوب الشابة هى من تقرر مصيرها ومستقبلها ..وبالحلم والأمل والعمل لا تشيخ الشعوب ولا تقهر …

كل أكتوبر ومصر كلها بخير وأمن وأمان …
اللهم احفظ مصر وجيشها وشعبها …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى